منزلة الولاء والبراء في الشرع
1) الولاء والبراء أصل من أصول العقيدة وجزء من معنى الشهادة:
قال تعالى( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [البقرة: 256].
2) الولاء والبراء شرط من شروط الإيمان:
قال تعالى ( تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [المائدة: 80، 81].
3) الولاء والبراء أوثق عرى الإيمان:
قال صل الله عليه وسلم: أوثق عُرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله".
4) الولاء والبراء سبب في ذوق حلاوة الإيمان:
عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدًا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النار)).
"إنما عبر بالحلاوة؛ لأن الله شبه الإيمان بالشجرة في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾ [إبراهيم: 24]،
والشجرة لها ثمرة، ولا بد لتلك الثمرة من حلاوة.
• والمقصود بالحلاوة هنا هي اللذَّة التي تكون في القلب ونعيمه وسروره، وكلما سعى العبد في تكميل إيمانه اشتدَّ وجده لهذه الحلاوة واللذة.
) بتحقيق الولاء والبراء تنال ولاية الله:
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:
"مَن أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله،
فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان
وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت جميع مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئًا"
فلا يكون العبد من أولياء الله ولا تحصل له ولاية الله إلا بأن يحب في الله المسلمين والمؤمنين، وأن يبغض في الله الكفار والمشركين، وأنه لا يكفي مجرد الحب أو البغض القلبي، بل لا بد أن يأتي بلازم ذلك؛ فيوالي أولياء الله ويعادي أعداءه.
الولاء: لغة: هو المحبة والنصرة والقرب.
اصطلاحًا: محبة المؤمنين لأجل إيمانهم ونصرتهم والنصح لهم وإعانتهم، وما يلحق ذلك من حقوق المؤمنين
البراء: لغة: هو البغض والتباعد والخلاص.
اصطلاحًا: بغض أعداء الله من الكفار والمشركين والمنافقين وعداوتهم والبعد عنهم، وجهاد الحربيين منهم بحسب القدرة
حكم الولاء والبراء أنهما واجبان، وهما أصل عظيم من أصول الإيمان:
عن جَرير بن عبدالله، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع، فقلت: يا رسول الله، ابسط يدك حتى أبايعك، قال: ((أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشرك
، فلا يصح دين العبد إلا بالولاء لله ورسوله صل الله عليه وسلم والمؤمنين، والبراء من الشرك والمشركين.
وقد بيَّن الله تعالى مَن الذي تجب موالاته، فقال عز وجل:
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [المائدة: 55، 56].
ومن الذي تحرم موالاته، قال سبحانه: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران: 28].