الامير
الفارس, الشاعر عبيدَ بن علي الرشيد
و الرشيدَ كَما هُو معروف فخذ مِن ال جعفر مِن عبده
أحدَ بطون قبيلة شَمر
ولدَ عبيدَ تقريبا عام 1220 ه
و يعتبر مِن اشجع فرسان الجزيرة العربية فِي ذاك الوقت وكان رحمه الله يعادل طول شَخصين
يقول عنه طلال السعيدَ فِي الموسوعة النبطية الكاملة, الجُزء الاول " كَان بسيفه يشَكل الدعامة الاساس لحكم ال رشيدَ بحائل, و كَان قائدا للجيوشَ و محاربا صلبا علق روحه علي طرف سيفه و خاض المعارك بجرآة و اقدام قلما يُوجدَ لَها مثيل و هُو مِن الرجال القلائل الَّذِين امتازوا بالقوة الذاتية و الجسارة و المهارة الحربية منقطعة النظير"
ولدَ عبيدَ فِي زمن كله حروب و اضطرابات
و كَانت الحروب علي وقْتهم مِثل شَربة الما, اسَهل شَي عندهم انك تحارب, فما يمدي حرب تطفي الا و تالع حربن اخرى
و عبيدَ نشا علي هالحيآة و علي هالحالة, علي صوت الخيل و قرقعة السيوف, اللي خلته يصير فارس و شَجاع
يقول فِي وصف أحدَ الحروب:
اصبحت مِنهن خالي كودَ ثنتين * سعدي و مصقول يداوي الغلايل
و يقصدَ ب " سعدي " فرسه
و المصقول هُو سيفه اللي يداوي الروس
كقول عنترة بن شَدادَ
و سيفي كَان فِي الهيجا طبيبا * يداوي راس مِن يشكو الصداعا
و يكمل قصيدته لين يقول مفتخرا
اللي ذبحت بشذرة السيف تسعين * أيضا ولاني عَن طردهم مسايل
واللي وطينا ما تشوفه امحبين * و الكذب تنفاه العلوم الصمايل
مادا حقوق الدار كودَ الهزازين * حنا ليا عدوا رجال الحمايل
و فِي الحرب هذي, يقال ان سيفه المصقول
لصق بيدَ عبيدَ مِن كثر ما ذبح فيه مِن القوم اللي حاربوهم, ولا قدر يفك السيف عَن يده لين حطها بماءَ دَافي
ولا شَك
ان الفارس البدوي, ما يقدر يتخلي عَن حصانه لَو يعرض عَليه الذهب مقابله ما باع, و اللي صار لعبيد, ان أحدَ ولآة الاتراك طلب مِنه فرسه " كروش"
فما وافق عبيد, و بَين ان فيصل الدويشَ و محمدَ بن هادي قَبل البيه سالوه كروش
بس أنه ما يبيعه ولا يبدله لَو بغالي الاثمان
يا بيه أنا لكروشَ ماعطي ولاابيع **قبلك طلبها فيصل و ابن هادي
يا بيه لَو كثرت بالقول مااطيع * هُو كَيف تبغيني اسلم جوادي
اما القصيدة هذي, تمثل فلسفته فِي الحيآة و الحيآة الي كَان يعيشها, و ذهبت اغلب ابياتها امثال دَارجة
القلب مِن كثر الهواجيس قزان * ما يستريح مِن الدهر ربع ساعة
يا غافر الزلات يا والي الاحسان * تجعل مِن التقوي لنفسي بضاعة
انا علي لان و ربعي علي لان * متخالف رايي و راي الجماعة
مانيب شَاري غَير بت مِن الضان * يقنع باشراك البهم فِي ارضاعه
و لعبيدَ بَعض القصائدَ الغزلية النادرة, و هُو مقل مِن ناحية الغزل, و قال هالقصيدة بَعدَ رجوعه مِن احدي الحروب البعيدة, يقول ياصف الضلع اللي مر عَليه
لي بايسره مِن لابسات العشاريق * خشف يخلط المسك و الزعفراني
وشَ عيشتي لولا رجا ذابل الريق * لولا رجا لاما زريف المثاني
و هُو يوصف زوجته بهالقصيدة
و فِي آخر ايامه لَه هالقصيدة اللي تحوي الكثير مِن الحكم
و مِثل ماهِي عادته, يعتز بنفسه و يفخر بافعاله الحميدة, و يحق لَه الفخر و الاعتزاز, لانه كَان قول علي فعل
طلبت ربي عالم السر و الغيب * يقبل صلاتي لَه و يقبل صيامي
و يحعل لنا عرض نزيه عَن العيب ** و يفكنا مِن شَر سو الاثامي
بن ادم ملفا الخطا و العذاريب * لَو ما فعل رميت عَليه التهامي
حميت أنا نفْسي عَن الشك و الريب * ولا احسب ان يلقا بعرضي كلامي
مات عبيدَ العلي الرشيدَ بَعدَ ما عمر
عاشَ حيآة طويلة مليئة بالانتصارات و الحروب
الله يرحمه
انتهت حكاية عبيدَ هُنا كَما رواها بدر الحمدَ مِن كتاب قالت الصحراءَ بتصرف بسيط