دولة بنو حاتم الياميون في صنعاء
وكان الملك المكرم قد ولى على صنعاء القاضي عمران بن الفضل اليامي الهمداني أحد أقطاب الدولة الصليحية " كان يلقب بقاضي همدان" أيام سكون المكرم بذي جيلة ، ثم عزله عنها ، وكان ذلك من الأسباب التي كانت المباعدة بينه وبين القاضي عمران ، وفي ذلك يقول القاضي عمران يخاطب المكرم و سبأ أبني أحمدالصليحيان :
ولا تجرحا بالعزل أكبـاد معشـر. إذا اغضبوا علـى القنـا وتكسـرا
فلـو أن مولانـا معـداً أتاكـمـا. بعزل تولـى الكـل منـا وأدبــرا
فـلا تفرقـا مـن لفـه والداكمـا. وعودا إلـي عقلـي كمـا وتدبـرا
فـإن أنتمـا أنكرتمـا مـا نظمتـه. فصدقي غداً من طلعة الشمس أزهرا
ولكن ما لبث أن عادت المياه إلى مجاريها مرة أخرى بعد وفاة المكرم لأن القاضي عمران حارب النجاحيين في عهد الملكة الحرة وقتل في معركة الكظائم (1) . وبعد وفاة سبأ بن أحمد الصليحي خرجت صنعاء من الدولة الصليحية .... واستولي عليها السلطان حاتم بن الغشيم المغلسي اليامي الهمداني وناصرته قبائل همدان وصارت بعده إلى ابنه عبد الله بن حاتم . ثم خلعته همدان وولت مكانه كل من هشام وحماس ابني القبيب بن الغز اليامي الهمداني . ثم اختارت همدان السلطان حاتم بن أحمد (المجيدي ) بن عمران بن فضل اليامي الهمداني بأمر صنعاء وأعمالها. وملكها بعده ابنه علي بن حاتم اليامي .... فاتسعت رقعة دولة الهمدانيين على معظم اليمن الأعلى في عهد السلطان علي بن حاتم اليامي حتى أزاله وأخيه السلطان بشر بن حاتم اليامي الملك العزيز سيف الإسلام طغتكين بن أيوب (2) فلما رأى السلطان علي بن حاتم اليامي صاحب صنعاء وما يليها ميل الناس إلى الداعي حاتم بن إبراهيم الحامدي الهمداني وإقبالهم عليه ، دخلت المنافسة وخاف على ملكه واخذ يستميل همدان ببذل المال وضاع فإليهم العطاء حتى دخل في طاعته احمد بن الحبير الهبري ، وكان ممن يثق فيهم الداعي حاتم ، وممن اخذ عليه أكيد أيمانه وعهده ، فطلب أن يقدمه على همدان وتمكن علي بن حاتم من جلب كثيرين ممن كان مع الداعي حاتم في كوكبان ، فخرج من الحصن بمشايخ هبرة في لولوة وريعان ، فقصدهم الملك علي بن حاتم اليامي لمحاربة الداعي وأنصاره من بني هبرة وكتب إلى الداعي حاتم في نفس الوقت " يعاتبه ويلاطفه " ويقول : اظهر دينك ،واجمع أهل دعوتك ، ولا تفرق همدان وتحملهم على العداوة والشنان ، وضمن ذلك شعراً ،فأجابه الداعي حاتم بقصيدة جاء فيها :
أتاني من أبـي زيـد كتـاب. تضمنه مـن العتبـى فنـون
فكن في امرنا حكـم وعـدلاٌ. فأنت لكـل مكرمـة خديـن
مقالك فيما تصدع عـود يـام. وأنـت بلـم شملهـم قميـن
أما والمصطفى أنـي لـيـام. بمالي والذي احـوي أصـون
فانتم ياغطـارف شـم يـام. مكانكم مـن العليـاء مكيـن
لكم في الدعوة الغـراء قدمـاً. وسوابق كلما نشـرت تزيـن
ولكـن حلتـم عنهـا فمنكـم. لها الضد المعانـد والقريـن
فإذا انتـم رجعتـم واستقلتـم. فقد لاح الصبـاح المستبيـن
وواليتم إمـام العصـر حقـا. صفاما بيننا الماء المعين.
قائمة سلاطين بني حاتم " . (1)
حاتم بن علي بن الغشيم اليامـــي الهمــداني ( 492-502) .
عبد الله بن حـــــاتم بن الغشيم اليامــــــــي ( 502-505) .
معن بن حــــــاتم بن الغشيم اليامــــــــــــــي [أ] (505-510) .
وال الغشيم من هبرة بن مذكر بن يام
هشام بن القبــــــيب بن الربيع اليامـــي( 510-518) .
حماس بن القـــــبيب بن الربيع اليامـــي الهمداني ( 518-527).
حاتم بن حماس بن القـــــبيب بن الربيع اليامـــي الهمداني ( 527-533).
وال هشام وال حماس من بني الغز بن مذكر بن يام
حاتم بن أحمد عـمران اليامــــي [ب] ( 533-556).
علي بن حاتم بن احمد بن عمـران اليامــي الهمداني [جـ] (556-569) .
ال عمران من بني الغز بن مذكر بن يام .
=============
[أ] - خلعه احمد بن عمران الفضل اليامي بعد أن جمع قبائل همدان في محل يدعى ( مصب الدروع ) بهمدان ، وجعل الأمارة في بني القبيب بن الربيع من بني الغز وهم هشام بن القبيب وحمّاس بن القبيب وهم من بني الغز فتقدما إلى صنعاء وحاصرا معن بن حاتم في الدرب الذي كان يعرف بـ ( درب القطيع ) بأعلى صنعاء حتى خرج على يد القاضي احمد بن عمران إلى حصن براش .
وكان حمّاس أميراً مطاعاً وفارساً شجاعاً وهو الذي غزا بلاد جنب بذمار فقتل منهم مقتلة عظيمة ، ولما حضرته الوفاة جمع اخوته وهم أبو الغارات وعامر و محمد وحثهم على الألفة وجمع الكلمة ، وأوصاهم بان يجعلوا أميرهم أبا الغارات بن أبي الفتوح اليامي ، وان يعاهدوه على الطاعات فخانوا ذلك وتفرقوا واختلفوا فيما بينهم حتى عزلهم أهل صنعاء ( .... أنباء الزمن ) .
[ب] - أقامه أهل همدان سلطانا بعد موت حمّاس بن القبيب اليامي بست سنوات وبقي ( بصنعاء ) حتى جاء الإمام احمد بن سليمان فغادرها إلى الروضة ، ثم سعى المغرضين بينه وبين الإمام حتى بدأ الخلاف من جديد وناصرته همدان في معركة الرحبة - شمال صنعاء بينه وبين أصحاب الإمام ودخل حاتم صنعاء فكان الإمام غائب بذمار فأسرع بالعودة ، وكانت معركة ( القليس ) في صنعاء أسفرت عن هزيمة الإمام ، لتصدع حدث في صفوف جيشه ، ومنها توجه إلى صعدة سنة 546 هـ ثم عاد في سنة 550 هـ وتمكن من احتلال صنعاء . بعد معركة عظيمة .... أسفرت عن هزيمة حاتم وأصحابه .(وكان قد قال حاتم قبل ذلك مخاطباً الإمام احمد بن سليمان )
أبا الورق الطلحي تأخذ أرضنا. ولم تستحر تحت العجاج رماح
وتأخذ صنعاء وهي كرسي ملكنا. ونحن بأطراف البـلاد شحـاح
ثم لما عرف السلطان حاتم عجزه عن المقاومة طلب الأمان نفسه وانشد يقول :
غلبنا بني حوى باسـاً وشـدة. ولكننا لم نستطع غلب الدهـر
فلا لوم فيما لا يطـاق وإنمـا. يلام الفتى فيما يطاق من الأمر