الشيخ حاي الحاي
نكمل معكم اليوم الجزء الثاني من فضائل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وعن أبيه، على أن يكون الجزء الثالث في يوم الاثنين المقبل بإذن الله، ونبدأ بمروياته من الأحاديث النبوية الشريفة:
رواية معاوية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعد معاوية رضي الله عنه من الذين نالوا شرف الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومرد ذلك إلى ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، وكان عمره في فتح مكة حوالي ثماني عشرة سنة ولكونه صهر الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا وقد روى معاوية رضي الله عنه مائة وثلاثة وستين حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة ومن هذه الأحاديث التي رواها معاويةرضي الله عنه:
٭ دخل معاوية على عبدالله بن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر ولم يقم ابن الزبير فقال معاوية: مه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أحب أن يمثل له عباد الله قياما فليتبوأ مقعده من النار».
٭ عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين».
٭ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ وقالوا آلله ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال «ما أجلسكم؟» قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل ونحمده على ما هدانا للإسلام إلا ذلك قال «أما إني لم استحلفكم تهمة لكم وإنه آتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة».
٭ عن معبد الجهني قال: كان معاوية قلما يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ويقول هؤلاء الكلمات قلما يدعهن أو يحدث بهن في الجمع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإن هذا المال حلو خضر فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه وإياكم والتمادح فإنه الذبح».
٭ عن عبدالرحمن بن عبد عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه».
٭ عن عيسى بن طلحة قال سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤمنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة».
٭ عن مجاهد وعطاء عن عباس أن معاوية اخبره: أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم قصر من شعره بمقص فقلنا لابن عباس فقال: ما كان معاوية على رسول الله متهما.
٭ عن الزهري قال حدثني حميد بن عبدالرحمن بن عوف إنه سمع معاوية يخطب بالمدينة يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «هذا يوم عاشوراء ولم يفرض علينا صيامه فمن شاء منكم أن يصوم فليصم فإني صائم» فصام الناس بداية.
٭ عن الحكم بن ميناء أن يزيد بن جارية الأنصاري أخبره أنه كان جالسا في نفر من الأنصار فخرج عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم فقالوا كنا في حديث من حديث الأنصار، فقال معاوية ألا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بلى يا أمير المؤمنين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من أحب الأنصار أحبه الله عز وجل ومن أبغض الأنصار أبغضه الله عز وجل».
٭ عن أبي صالح عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية».
٭ قال محمد بن كعب القرظي، سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من الصلاة «اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
٭ عن أبي بردة عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به من سيئاته».
٭ وعن معاوية رضي الله عنه قال لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس».
٭ وعن معاوية بن أبي سفيان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من نسى شيئا من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس».
15 - وعن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
٭ وعن عمير بن هانئ قال سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «لاتزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم ظاهرون على الناس» فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال: يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول: وهم أهل الشام فقال معاوية ورفع صوته: هذا سمعت معاذ بن جبل يقول: وهم أهل الشام فقال معاوية ورفع صوته هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول: وهم أهل الشام.
٭ حدثنا روح، قال: حدثنا أبو رمية عمرو بن يحيي بن سعيد قال سمعت جدي يحدث أن معاوية أخذ الإداوة بعد أبي هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إليه مرة أو مرتين وهو يتوضأ فقال: «يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله عز وجل واعدل «قل فما زلت أني مبتلى بعمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم حتى ابتليت».
18 - وعن أبي عامر عبدالله بن لحى قال: حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله، والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به».
معاوية محنة
قلت ومن فضائل معاوية رضي الله عنه عند السلف الصالح أنه محنة يمتحن به المحب والمبغض الشانئ له وأذكر بعض الآثار في ذلك:
٭ قال عبدالله بن مالك «معاوية عندنا محنة فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شزرا اتهمناه على القوم أعني على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم» أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
٭ وسئل الإمام الحافظ أبو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى عن معاوية قال «إنما الإسلام كدار لها باب فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ إنما يريد دخول الدار، فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ رواه أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال.
٭ قال أبو توبة الربيع بن نافع «معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه» أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
٭ وقال إمام أهل السنة أبو عبدالله أحمد بن حنبل وقد سئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنه أيقال له رافضي؟ فقال «إنه لم يجترئ عليها إلا وله خيبة سوء ما انتقص أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا وله داخلة سوء» رواه الخلال.