نزل الأمير فيصل بن سعود الشعلان مع أسرته وغنمه على نبع الصخر. ونبع الصخر ماء يقع غرب جاسم. فقطع الماء عن كل القرى التي تشرب منه، ومنها مدينة جاسم. وهنا بلغ الضيق والتبرم غايته. فأرسل الشيخ سعيد الحلقي إلى كل شيوخ حوران ووجهائها، يدعوهم لتناول طعام الغداء في يوم معين.وفي اليوم المحدد، حضر المدعوون. فأولم لهم الشيخ سعيد، وأكرمهم. ولما انتهى الغداء، لم يجد المدعوون ماء يغسلون أيديهم. وعندها شكا لهم الشيخ سعيد الأمر. وبعد التشاور، استقر رأيهم على مجابهة فيصل الشعلان بالسلاح. وهذا الأمر بسيط جداً. إذ أن الصدام المسلح والغزو بين البدو وقرى حوران كان مثمراً. علماً أن الحاكم الفرنسي ألغى الغزو عام 1930م. وشكل مديرية العشاير، لتحكم في النزاعات بين البدو وسكان الريف. وعنها قال الشاعر موسى عسكر. الأفضل أن نرسل للأمير فيصل هذه القصيدة. فهو شاعر، ويدرك محتواها. وبعدها سترى بماذا يرجع المرسلون. وهكذا كان. ويقول موسى عسكر. ويسندها إلى الشيخ سعيد الحلقي:
سر يــــــا قلم بالخط والحبر مـاجود
واكتب لشيخ رادنــــا واشتهانـــــــا
واكتب لشيخ طالب مننـــــــــا الفود
يطلب كحل لعيونهم من عمانــــــــا
ما هي حقيقة منك يا خلفــة اسعود
وش لك علينا حق بقطع مانـــــــــا
ربك خلق دنيا وسوَّى لهــــا احدود
وانتم قطعتوا احدودها حيث كانــــا
وحنا كمــا داب على الدرب ممدود
من فاتنــــــا بسكون دشر بلانـــــا
وحنـــا كمــا داب ولا يصير منقود
نكفت سمنــا بحشــــا من وطانــــا
لا تقول فلاح ومـــتــا نصب عمود
الهوش والفرسه مراجل الحانـــــا
خلك ماشي بالقــاع لا تسند اسنود
وحنا اجبال وماعمرسيل جانا جانا
وانــــا سعيد ومن قبل خلفة العود
الحنظلــــه لا تحسبــــه بردقانــــا
وانـــا لكم بروس المراقيب ممدود
وحوران تتلي اجموعها من ورانا
... فلما وصلت القصيدة الأمير فيصل الشعلان. رحل منذ اليوم التالي. ويقال: إن غنمه تغطي عين الشمس لكثرة عددها.